توجد هناك منحنيات تكوّنها العضلات والعظام التي تتكون منها القدم. ويسمى عدم وجود الانحناء الطولي من الداخل الذي هو أهم هذه المنحنيات، بالقدم المسطحة. وهذه الحالة التي يطلق عليها اسم القدم المسطحة المرنة أيضًا، تعتبر طبيعية حتى سن الخامسة ان لم تكمن في الوراء تشوهات أخرى، وتتم متابعتها. يستمر هذا المظهر على القدمين حتى يتم تكوين شكل القدم لدى الطفل وتتم تقوية الأربطة. عندما يمشي هؤلاء الأطفال على أطراف أصابع أقدامهم أو يجلسون على حافة السرير ويعلقون أقدامهم من جانبه، فانه تتم ملاحظة قوس القدم. وحينما يبلغ الطفل حوالي السن الرابع أو الخامس، حيث تتقوى الأربطة والعضلات التي توفر توازن القدم، وعندئذ يبدأ الانحناء في الظهور أثناء الوقوف ايضاً، وتأخذ القدم شكلها الطبيعي.
وأما لدى بعض الأطفال فقد يكون المنحنى غير متكوّن على الإطلاق، وتستمر المرونة لديهم، ولكن لا يواجهون أية مشكلة في استمرار حياتهم اليومية، بل ويمكنهم أن يصبحوا رياضيين محترفين ايضاً. يمكن ان يعاني هؤلاء الأطفال من ألم في الجزء الأمامي أو الخلفي من قصبة الساق بين الركبة والقدم عندما يزداد طولهم ووزنهم في المستقبل. ونظراً الى أن هذا الألم يكون خفيفاً، فانه لا يبقى مشكلة عندما يتم استخدام النعال الداخلية.
وأما لدى مجموعة أخرى من الأطفال، فان القدم تبدو في صورة مسطحة الباطن، وفعلاً توجد هناك مشكلة خلقية أي منذ الولادة في العلاقة بين عظام القدم. وبالإضافة إلى المظهر العام للقدم عند هؤلاء الأطفال، فانه لا يتكوّن الانحناء حتى عندما يجلسون معلقين أقدامهم أو يمشون على طرف إصبع القدم، كما قد يكون هناك ألم ايضاً. ولابد في مثل هذه الحالات من التصوير بالأشعة السينية مع اعتبار أنه هناك مشكلة عظامية أخرى كامنة في الوراء. ولهذا السبب، يجب على العائلات مراجعة أخصائي تقويم العظام عندما يجدون هناك أمارة تلفت انتباههم إلى أقدام أطفالهم، ولكن يجب أن يعلموا أيضاً أنه لا يوجد هناك أمرٌ يدعو للقلق في كثير من الأحيان.
علاقة القدم المسطحة بالأحذية واختيار الحذاء المناسب
لا يحتاج الطفل إلى ارتداء الحذاء عندما يكون في المنزل حين المشي لأول مرة. وعندما يراجع الطبيب بمظهر القدم المسطحة، وحينما يشاهد أنها القدم المسطحة المرنة، فانه يجب أن يأتي إلى العيادة لفترة كل ستة أشهر ليتم تفقد مشيته كل عام. لا يحتاج الطفل إلى ارتداء الأحذية في داخل المنزل طالما لم يكن هناك سبب آخر للقدم المسطحة.
يوجد هناك موضوع آخري ينبغي ان يعرف، وهو أن الحذاء لن يمكنه ان يكوّن شكل القدم لدى الطفل. ينبغي إلّا يعتبر الحذاء مثل الجص. اذا كانت المشكلة قابلة للتحسن والتصحيح فانه سيتم إصلاحها عندما يحين الوقت، سواء كان الطفل يرتدي الحذاء أم لم يرتده. ومن ناحية أخرى، لابد من الانتباه لاختيار الأحذية سواء كان الطفل توجد لديه القدم المسطحة أم لم توجد. يجب أن يكون قسم الكعب من الحذاء صلبًا الى حدما؛ لأن الطفل بدأ في المشي جديداً، فلابد للكعب أن يطأ على الأرض بشكل سليم، وليس من المرغوب أن ينزلق الكعب يمينًا ويسارًا فوق قاعدة الحذاء حينما يطأ الارض.
يجب أن تحتوي قاعدة الحذاء على ارتفاع يدعم القوس الداخلي للقدم. توجد هنكا ميزة وخصوصية أخرى يجب الانتباه لها، وهي ينبغي ان تكون قاعدة الحذاء ناعماً بأكملها. لا يوصى أن يكون جميع القاعدة قابلاً للطيّ، فمن المعايير المهمة أن تكون المنطقة المقابلة لعظم المشط مرنة، وإلّا تكون الأماكن الأخرى منها كثير المرونة.
لا ينبغي استخدام الأحذية المصنوعة خوصوصياً حسب الطلب إلا إذا رأى الطبيب ذلك ضروريًا. تلاحظ حالة مرونة الأربطة العائلية أيضًا لدى معظم الأطفال المصابين بالقدم المسطحة. يمكن لهؤلاء الأطفال ان يفتحوا معصم أيديهم أكثر من تسعين درجة، وان يرفعوا أصابعهم إلى الأعلى بشكل مفرط، ويمكنهم أن يسحبوا ركبتيهم إلى الخلف بدرجات مفرطة دون ان يشعروا بألم عندما يقفون قائماً. احتمال مشاهدة القدم المسطحة المرنة لدى هذه المجموعة مرتفعٌ جداً. ويمكنهم مواصلة حياتهم الطبيعية دون مواجهة أية مشاكل عندما يكبرون.
يمكن ان تبدأ تغييرات ثانوية في الظهور مع نمو الطفل فوصوله لمرحلة البلوغ، وذلك بسبب زيادة الوزن أو الوقوف قائماً لفترات طويلة. كما قد يتطور القصور في مجموعة من العضلات التي تمر عبر الكاحل. والعلامة الأولى لهذا القصور هي الألم في الجزء الداخلي من القدم. يشبه هذا الوضع بنوع القدم المسطحة لدى البالغين. يمكن ان يشاهد خلال الفحوصات التي يتم اجرائها، الفشل في أحد الأوتار أو التكلس في العظام؛ وقد تكون هناك الحاجة إلى النعال الداخلية زائدة الصلابة، والى المعالجة بالجبس، وفي وقت لاحق الى العمليات الجراحية للعظام أو الأوتار. ولكن يُنصح لهؤلاء الأشخاص في المرحلة الأولى بتخفيف الوزن.
المشاكل المتعلقة بالعظام واقتراحات الحلول
يمكن في بعض الأحيان اكتشاف شذوذ عظمي كامن في الوراء ايضاً لدى الأطفال الذين يتم جلبهم بشكوى القدم المسطحة. وعلى العموم يكون هذا شذوذًا عظميًا بسيطًا. كما يكون من الممكن اكتشاف نتوء عظمي في المنطقة الوسطى من الجزء الداخلي من القدم لدى الطفل. وهذا تغيير خلقي يعني منذ الولادة. ينبغي أن يكون هناك نتوء عظمي في تلك المنطقة على العادة، في حينٍ قد يوجد هناك هيكل عظمي آخر فوق النتوء. كما يكون من الممكن مشاهدة الكثير من العظام الزائدة في تشريح القدم، وكل ذلك أمور طبيعية، وهو احد تلك العظام. ولكن بما أن الكعب الذي تطأ القدم في داخله قد يكون منقلباً الى الخارج ايضاً، فيمكن ان يكون العظم من الجزء الداخلي أكثر بروزًا، الامر الذي قد يسبب لمشاكل مثل ضرب الحذاء والاحمرار. يوصى باستخدام النعال الداخلية لهؤلاء الأطفال حتى لو لم يشعروا بالألم.
حينما يزاد الاحمرار الجلدي مع التقدم في العمر، فانه تجب إزالة هذا العظم، وهو إجراء بسيط. وكحالة أكثر خطورة؛ قد يشاهد هناك بعض العيوب فيما يتعلق بترتيب العظام. وعندما تتم ملاحظة هذه العيوب، فانه يتم حلها عن طريق المعالجة بالجص أو العمليات الجراحية المختلفة.
ليس محتوى الصفحة إلّا لأغراض إعلامية فقط، فقوموا باستشارة الطبيب من أجل التشخيص والعلاج على الاطلاق.